من نصائح المحدث الشيخ عبد الله الهرري

فرحة العيد

بسم الله نبتدي الكلام ونصلّي ونسلّم على خير الأنام، ونحمد الإله الكريم المنّان. 

أمّا بعد فكلامنا اليوم عن فرحة مميّزة هي فرحة العيد هو عيد الفطر. إنّها فرحة الطاعة وقد كان شعارنا في رمضان منذ موسمين، “رمضان فرحة بين هلالين”. فهلال رمضان يحمل معه فرحة الطاعة والصيام وهلال شوّال يحمل معه فرحة العيد. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لِلصَّائِم فَرْحَتَان: فَرْحَةٌ عند فِطْرِهِ، وفَرْحَةٌ عند لقاء ربه” رواه مسلم. إنّها فرحة المؤمن بطاعة ربه التي يرجو أن يجدها في صحائف أعماله… العيد إذًا هو فرحة للكبار والصغار. فرحة ينبغي للكبار السعي لزرعها في صغار الأمّة. 

على الأهل أن يسعوا من خلال البرنامج الذي يضعونه للعيد أن لا يرسّخوا فكرة أنّ العيد هو للهو والترفيه فقط بل ينبغي أن يتشاركوا مع أولادهم بنشاطات ذات أهميّة دينيّة يقومون بشرحها لهم وتعليق أنفسهم بها.

يمكنهم اصطحابهم لشراء ثياب العيد الجديدة وتشجيعهم على مناولة الثوب القديم إلى طفل فقير. هذا الأمر يسهم في إدخال الفرحة إلى قلب الطفل بالثوب الجديد، ودفعه للإشفاق على غيره وتشجيعه على المساهمة بإدخال السرور إلى قلب طفلٍ آخر.

كذلك يمكن للأب اصطحاب أولاده الصبيان المميّزين صبيحة العيد للمسجد لتعويدهم على أداء صلاة العيد وهي سنّة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد ذلك يمكن للأسرة زيارة المقابر وقراءة القرءان للموتى المسلمين عامّة ولأقاربهم منهم على الخصوص.

هدايا العيد من شأنها أيضًا تعليق الأولاد بهذه المناسبة العظيمة ويمكن أن تترافق هذه الهدايا بإعطاء الطفل مبلغًا من المال.

لا ننسى أيضًا أنّ العيد يفتح مجالًا لزيارة الأقارب والجيران. وقد اشتهر منذ زمن قيام الأسر بجولة على الأرحام تتوطّد فيها العلاقات بين المسلمين. هذه الزيارات هي فرصة لتأليف القلوب وتعويد الأطفال صلة أرحامهم.

من الأفكار الجميلة أيضًا إحضار الحلوى ودفع الولد لتوزيعها على الجيران بمناسبة قدوم العيد. الأمر الذي يزيد الفرحة في قلوب الأطفال ويربّي عندهم حبّ البذل والعطاء.

إذًا يقع الدور الأكبر على الأهل في ترسيخ الفرحة بالعيد وبشعائر الإسلام عامّة في قلوب الأطفال. ولا مانع من التخطيط لذلك وتخصيص ميزانيّة معيّنة لتزيين البيت في العيد لزيادة الفرحة.

عيد الفطر هو مجال الفرحة للكبار ومدخل للبهجة إلى قلوب الصغار، إلّا أنّ للأهل دورًا في شرح معاني الصوم والعيد للأطفال ليشبّوا ويشيبوا على حبّ الطاعة وبذل الغالي والنفيس لإدخال السرور إلى نفوس أشخاص يمرّ عليهم العيد بظروفٍ اجتماعيّة صعبة، وللعطف والإحسان على المحتاجين والمساكين، وتوجيههم نحو استشعار أهمية صلة الرحم، وتشجيعهم على زيارة طفل قريب أو صديق في المستشفى. █